کد مطلب:167916 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:253

عبیدالله بن زیاد والی الکوفة الجدید
فلمّا تتابعت الكتب (التقاریر) التی بعثها من الكوفة الی یزید أمویون وعملاء وجواسیس بنی أمیّة، واجتمعت عنده، استدعی یزید مستشاره ومستشار أبیه من قبل سرجون بن منصور النصرانی وهو من أعلام رجال فصیل منافقی أهل الكتاب العاملین فی ظلّ فصائل حركة النفاق الاخری، الذی كانوا مقرّبین من الحكّام ومستشارین وندماء لهم وسأله عن رأیه فی من یكون الوالی علی الكوفة بدلاً من النعمان، فأشار علیه سرجون باستعمال عبیداللّه بن زیاد [1] قائلاً بأنّ هذا هو رأی معاویة أیضاً، وأخرج له كتاباً كان معاویة قد كتبه بذلك قبل موته، [2] فأخذ یزید بهذا الرأی وضم المصرین (الكوفة والبصرة) الی عبیداللّه بن زیاد.

ودعا یزید مسلم بن عمرو الباهلی، [3] فبعثه الی عبید اللّه بن زیاد فی البصرة بعهده الجدید إلیه (ای ضمّ الكوفة الی البصرة) تحت ولایته، وكتب إلیه معه: (أمّا بعدُ، فإنّه كتب إلیَّ شیعتی من أهل الكوفة یخبروننی أنّ ابن عقیل بالكوفة یجمع


الجموع لشقّ عصا المسلمین، فَسِر حین تقراء كتابی هذا حتّی تأتی أهل الكوفة، فتطلب ابن عقیل كطلب الخرزة حتّی تثقفه، فتوثقه، أو تقتله، أو تنفیه، والسلام.). [4] .

وفی روایة أخری أنّ یزید كتب فیما كتب الی عبیداللّه بن زیاد قائلاً: (وقد اُبتلی زمانك بالحسین من بین الازمان، وابتلی بلدك دون البلدان... فاطلب مسلم بن عقیل طلب الخرز، فإذا ظفرت به فخذ بیعته أو اقتله إن لم یبایع، واعلم أنه لاعذر لك عندی دون ما أمرتك...). [5] .

وفی روایة أخری: (.. فإنّی لاأجد سهماً أرمی به عدوّی أجراء منك، فإذا قرأت كتابی هذا فارتحل من وقتك وساعتك، وإیّاك والابطاء والتوانی، واجتهد، ولاتُبق من نسل علیّ بن أبی طالب أحداً!! واطلب مسلم بن عقیل وابعث إلیَّ برأسه.). [6] .


[1] مرّت بنا ترجمة مفصّلة وافية لعبيداللّه بن زياد لعنه اللّه في الجزء الثاني من هذه الدراسة، فراجعها في ذلك الجزء: ص 138-144.

[2] راجع: تأريخ الطبري، 3:280.

[3] مرّت بنا ترجمة مختصرة لمسلم بن عمرو الباهلي في الجزء الثاني: ص 132.

[4] تاريخ الطبري، 3:280.

[5] تسلية المجالس، 2:180.

[6] مقتل الامام الحسين عليه السلام، للشيخ محمد رضا الطبسي (ره)، مخطوط: 137.